شهدت السلفية المصرية تحولات كبيرة أثارت الدهشة للمتابعين نتيجة تناقضاتها ما بين الصعود في سنوات ما بعد عام 2011 وحصولها على المركز الثاني في مجلس الشعب عام 2012 وحرصها على منافستها المستمرة لجماعة الإخوان المسلمين، ثم بدأ تراجعها بعد إبعاد الجماعة عن الحكم في يوليو عام 2013

وبدأت السلفية السياسية منذ ذلك الوقت رحلة سقوطها، حيث لم تنجح في الحفاظ على مكتسباتها السياسية والاجتماعية في ظل مواقفها المتخبطة التي أثارت غضب عموم القاعدة الإسلامية الداعمة لها سابقاً، فضلاً عن عجزها عن تطوير خطاب سياسي أو ديني خاص بها يتيح لها الاستمرارية، وهو ما عكسه تراجع تمثيلها البرلماني من 120 نائب في مجلس الشعب عام 2011 إلى 15 نائب في عام 2015، ثم إلى 7 نواب في مجلس النواب عام 2021، وفشلها في تحقيق أي مقعد في مجلس الشيوخ

وفي ضوء ذلك، فمن الأهمية قراءة واقع التجربة وأسباب تلك التحولات واستشراف مستقبل الظاهرة السلفية محلياً وإقليمياً

تأتي هذه المحاضرة بمناسبة صدور كتاب ستيفان لاكروا الأخير بعنوان

“Le crépuscule des Saints : histoire et politique du salafisme en Égypte” (CNRS Éditions, 2024)